احسن محترف اجنبي في الدوري السعودي

المهاجم البلغاري "ستويتشكوف" كاد يصبح ضحية للنظام الشيوعي!
"الكلب" أصبح هدافاً لنهائيات كأس العالم "94" في الولايات المتحدة الامريكية:
اعداد عبدالله عبدالمولى:
يعد "خريستو ستويتشكوف" من افضل لاعبي اوروبا في العقد الاخير من القرن العشرين . ولد ستويتشكوف" في فبراير 1966 بمدينة "بلو فريف" البلغارية . كان طيلة حياته مهاجماِ يرتدي القميص رقم ( طوله 78.1 متر ووزنه 73 كيلو جرماً.
بدأ لعب كرة القدم وهو في العاشرة من عمره ولعب لنادي مدينته وهو في هذه السن الصغيرة حتى عام 1981 ثم انتقل الى ثلاث اندية قبل ان يبدأ الاحتراف مع نادي "سي اس كي ايه" صوفيا عام 1984حيث بدأ سريعا في جذب الانظار اليه لموهبته الكبيرة وكذلك لمزاجه العصبي الذي سبب له الكثير من المشاكل على مر السنين.
في أول موسم مع صوفيا لم يسجل اي هدف بالرغم من اشتراكه في احدى عشرة مباراة وفي الموسم التالي احرز ستة اهداف والذي يليه 14 هدفا وموسم 88-89 لعب 26 مباراة احرز خلالها 23 هدفا وفي موسمه الاخير مع النادي البلغاري احرز 38 هدفا في 30 مباراة.
حياته كانت مليئة بالمشاكل والعقبات منذ صغره فقد رفضت احدى المدارس الرياضية قبوله في الخامسة عشرة لسوء سلوكه فانضم الى نادي آخر يدعى "هبروس" وكان هداف المنطقة. وفي مسابقة للمواهب الصغيرة في بلغين ببلغاريا قام مسؤولون من احد الاندية المنافسة بسرقته في سيارة جيب. ولكن بعد يوم من عملية الاختطاف هدده نادي "صوفيا" وهو نادي الجيش بتحويل الخاطفين الى جنود احتياط مدى الحياة اذا لم يقوموا باحضار الصبي الى صوفيا واصبح "خريستو" لاعبا في النادي الاسطوري في ذلك الوقت وهو في الخامسة عشرة من عمره.
وظل "خريستو" بديلا في هذا الفريق الذي اخرج نوتنجهام وليفربول من ابطال دوري اوروبا وكان دائم الالحاح على المدرب "مانول مالنوف" لاشراكه مرددا انه لا يريد ان يأكل وينام فقط . وكان "خريستو" احدى ضحايا فضيحة نهائي كأس بلغاريا عام 1985 الذي شهد مشاجرة كبيرة شارك فيها اللاعب ونفي خارج الفريق الاول وظل يتدرب لمدة عام مع مدرسة الجيش وكان مهددا بالشطب النهائي ولكن بعد عودته اصبح نجما كبيرا في الكرة البلغارية واحدث ضجة في النادي وضم الى المنتخب الوطني. ومنح لقبه الاول وكان "الكلب" لاخلاصه الشديد في الملعب .
في المسابقات الاوروبية احرز ثلاثة اهداف في مباراتين ضد نادي برشلونه الذي كان يدربه "يوهان كرويف" واعجب المدرب الهولندي بامكانيات هذا اللاعب وطلب من ادارة ناديه البحث عن طريق لضم هذا اللاعب وسط المتاهات التي كان يضعها الحكم الشيوعي على انتقال اللاعبين واستمرت المفاوضات على اتمام هذه الصفقة لقرابة العام.
وتقول التقارير ان الرئيس البلغاري في ذلك الوقت "تودور جيفكوف" قال عندما علم عن العرض المقدم لخريستو من برشلونه: "اربعة ملايين دولار للاعب كرة قدم ، دعوا ناديه يعطيه لهم .. دعوهم يعطوه لهم . هل تعرفون كم ثوباً نسائياً يمكن شراؤه بهذا المبلغ ؟ وكان "خريستو" ممتنا لهذا القرار ولم يفوت فرصة عند عودته لبلغاريا إلا وزار قبر الرئيس البلغاري.
وبدأ "خريستو" مشواره مع برشلونه وكانت مباراته الاولى مع النادي ضد اسبانيول في الاول من سبتمبر 1990وفاز برشلونة بهدف. وفي الموسم الاول ايضاً بدأ اللاعب في ممارسة سلوكه المشين فقام عمداً بدهس قدم احد الحكام في الدوري الاسباني واوقف ثلاثة شهور ولكن "كرويف" ورئيس النادي "نوينز" وقفاً بجانبه واصبح اللاعب النجم المفضل لكرويف وكذلك لجماهير برشلونة التي اطلقت عليه "الخنجر" وطالب اللاعب بأعلى راتب في النادي وكانت مشكلة مع الادارة ايضاً ولكنه فاز في هذه المعركة. في عام1992 اعاد المعروف عندما رفض الانتقال الى "باريس سان جيرمان" بالرغم من العرض الضخم الذي قدم له. وكان في عام 1992 المرشح الثاني للكرة الذهبية التي حصل عليها الهولندي "ماركوفان باستن" وفي العام نفسه طالب "خريستو" شارة قائد الفريق من "نكولاج ايلايف" ولكنه اقنع بالتخلي عنه. وفي نفس العام ايضاً اضاع اللاعب ضربة جزاء في مباراة ودية ضد المكسيك وكانت الاولى والاخيرة التي يفقدها ولم تعجبه تعليقات الجماهير فخلع قميص الفريق الوطني ورمى به ارضاً. ولكنه عاد واعتذر ووعد بمحو هذه الخطيئة بتحقيق نجاح باهر.
احرز في الموسم الاول 14 هدفاً في 24 مباراة وفي الموسم الثاني 20 هدفاً في 34 مباراة وفي الموسم الثالث 93 94 احرز 16 هدفاً في 34 مباراة وفي الموسم الرابع احرز تسعة اهداف في 27 مباراة.
وكان قمة نجاحه في عام 1994 عندما حصل على الكرة الذهبية كأفضل لاعب في اوروبا لانجازاته مع برشلونة وكذلك لدوره في كأس العالم بالولايات المتحدة حيث كان هداف كأس العالم بستة اهداف.
في عام 1995 اراد "كرويف" اشراك لاعبي شباب في الفريق وبدأ "خريستو" يفكر في الرحيل. وتشاجر الاثنان في غرفة الملابس مشاجرة عنيفة وكان اللاعب غاضباً جداً وكانت المشاجرة وجبة دسمة للصحافة الاوروبية. وكان الطلاق بين اللاعب وبرشلونة شيئاً وكان علي الاختيار بين الانتر وبارما واختار العرض الاكبر من بارما والذي قدرته الصحف بحوالي سبعة ملايين دولار لموسم واحد.
وعن كرويف قال خريستو: "كرويف كان الرجل الذي وثق بي وبامكانياتي اكثر من اي شخص اخر الرجل الذي صنع المستحيل لضمي من صوفيا. معاً حققنا البطولة الاسبانية اربع مرات متتالية وبطولة ابطال اوروبا والكرة الذهبية.. الخ.
كرويف افضل مدرب في العالم ولكنه ايضاً الشخصية الاكثر صعوبة التي تعاملت معها في حياتي وانا ايضاً شخصية سريعة الانفعال. ماذا يمكنك القول لشخص حصل على الكرة الذهبية ثلاث مرات والبطولة الاوروبية ثلاث مرات، رجل حقق كل شيء ممكن من اندية اياكس وبرشلونة وفينورد؟ انه من الصعب جدا التحدث معه لانه اعتاد فقط على الاوامر ولايهتم بنصائح البقية:
وقال "خريستو" بعد فوزه بالكرة الذهبية: "انه من المستحيل ان اصف سعادتي عندما حصلت على الكرة الذهبية من فرانس فوتبول لافضل لاعب في اوروبا عام 1994عندما استلمت الكرة اعتقدت في نفسي "اخيراً العدل انتصر".
خلال موسمه في بارما 1995 1996 تعرض اللاعب لشبه مقاطعة اشرف عليها نجم بارما الايطالي "زولا" وبعض اللاعبين لان هذا البلغاري كان يتقاضى راتباً يساوي رواتبهم اجمع واحرز اللاعب سبعة اهداف لبارما رغم المقاطعة.
وعادت العلاقة من جديد بين اللاعب وناديه السابق وعاد الى برشلونة في مارس 1996 وظل حتى عام 1998 وكان يسجل هدفاً بمعدل كل مباراتين.
ولا يوجد لاعب في العالم أثار الكثير من المشاكل مثل "خريستو" فهو صديق مخلص اذا احبك وعدوك اللدود اذا كرهك وهو سهل ان يكره ومن الصعب ان يحب. فبعد فشله في الحصول على الكرة الذهبية عام 1992 قال:
"فان باستن لاعب غير معقول" ولكنني الشخص الذي يستحق الفوز بالكرة الذهبية وفان رئيس يدرك ذلك تماماً. لقد استخدم سيلفيوبير سكوني ونيس ايه سي ميلان نفوذه حتى يفوز باستن بالكرة:
وعن عداوته للحكام قال اللاعب "ليس لدي شيئ ضد الحكام لقد كان الشاهد على زواجي حكما. ولكني لا استطيع تحمل الشيء الخطأ واقول هذا لهم. وهذا منحني سمعة سيئة واحتفظ الحكام بهذا الشيء ضدي منذ البداية.
1994 خططت بلغاريا لمباريات استعراضية مع اسبانيا وبلجيكا وايطاليا وانجلترا حتى يتم الترويج لها من قبل شركة المساهم الاكبر فيها "خريستو" ولكن الصفقة لم تتم لان الشركة والاتحاد البلغاري لكرة القدم لم يتفقا على النسبة التي سيحصل عليه اللاعب من هذه المباريات.
وتقول عنه والدته انه ولد والكرة بين قدميه وقال احد مدربيه له في بداياته انه لا يصلح لان يكون لاعب كرة وعليه التفكير في مهنة اخرى ولكن مدربا اخر اوصى به لاحد الفرق التي يرعاها احد المصانع الحكومية.
وقد فعلت بلغاريا المستحيل للوصول لكأس العالم 1994 عندما كانت في حاجة للفوز على فرنسا في باريس في المباراة النهائية من التصفيات. وكانت فرصة الفو ضئيلة جداً ووعد "خريستو" بالعودة الى بلغاريا مشياً على بقدمين عاريتين في حالة فوز بلغاريا. وبعد ان حققت بلغاريا الفوز 2 1 في الثواني الاخيرة تنصل اللاعب من وعده وقال: "لقد تمشيت في باريس طيلة الليل احتفالاً بالفوز. الان دعوني أركب الطائرة.".
وبالاضافة الى مشاكله مع الحكام كانت له مشاكل مع المتعصبين ايضاً فذات يوم طلب منه احد المتعصبين التوقيع على اوتوجراف ولكن اللاعب تركه وركب سيارته وما كان من المتعصب الا ان يذهب ويطرق الزجاج عليه فضجر "خريستو" ووجه للمتعصب لكمة اطاحت به ارضاً.
وعندما يغضب في مؤتمر صحافي باسبانيا تجده يستخدم لغته البلغارية ويرفض التحدث بغيرها وعلى الصحافيين اللجوء للمترجمين وعندما يغضب في بلغاريا يتحدث بالاسبانية ويضع الصحافيين في الورطة نفسها.
وهذا ما جعل الآخرين يلقبونه بالاناني ولكنه يقول" انه يريد الاحترام والاعجاب من الجماهير وهذا كل ما يريده وهو اثمن من المال عنده.
في ابريل 1998 انضم "خريستو" لنادي النصر بنظام الاعارة لخوض مباراتي كأس الاندية الآسيوية وذكرت التقارير ان النصر دفع 200 ألف دولار لمباراتين ولعب "خريستو" في نصف نهائي ونهائي كأس الاندية في المباراة الاولى ضد نادي "كوبتداج" التركستاني وفاز النصر 2-1 وفيها اعيق اللاعب وحصل على ضربة جزاء اضاعها . وبعد سبع دقائق قاد هجمة احرز منها الجمعان هدفا.
في المباراة الاخيرة احرز هدف المباراة الوحيد وفاز النصر باللقب.
في مارس عام 1998 عاد لفترة وجيزة لصوفيا قبل حضوره للرياض ثم انتقل بعد ذلك في يوليو 1998 لموسم واحد لنادي "كاتيوا" ولعب معه 28 مباراة احرز خلالها 13 هدفا.
وانتقل في مارس 2000 للعب في شيكاغو فاير بالولايات المتحدة.
لعب "خريستو" 84 مباراة دولية مع منتخب بلاده واحرز 37 هدفا وهو الهداف الثاني لبلغاريا بعد "بونيف" الذي احرز 47 هدفاً.