لماذا ترفض الزوجة أن يتزوج زوجها زوجة ثانية؟ وهل تعدد الزوجات في معظم البلدان العربية، ونتيجة لظروف مجتمعية أهمها تزايد معدلات العنوسة، صار مقبولاً لدى النساء؟
وما بين تنامي معدلات تعدد الزوجات في بعض البلدان العربية وتناقصها في بلدان أخرى، نغوص في عقول بعض الشخصيات النسائية التي عاشت التعدد، ونحاول أن نقترب من الموقف الاجتماعي من تلك القضية الاجتماعية الهامة.
تقول عزة حسين: لقد تزوّجت وأنا في سن الثامنة عشرة، حينما كنت أدرس في كلية الآداب. والدي رجل متشدد في معاملتنا، وأمي ضعيفة هي الأخرى تجاه قرارات والدي في البيت؛ ولذلك أسأت اختيار زوجي الأول؛ لأنني انسقت إليه بشكل عاطفي، فهو حاصل على دبلوم متوسط، وتجمعنا به صلة قرابة.
وعلى الرغم من أن والدي ووالدتي لم يكونا موافقين على هذا الزوج، إلاّ إنني تمسكت به، على الرغم من أن بعض أشقائي لم يحضروا خطوبتي ولم يزوروني.
المهم بعد الزواج عانيت كثيراً مع هذا الزوج الذي عاملني بقسوة شديدة، وكان متعنتا في أكثر الأمور الحياتية، وتحملت الكثير، حتى إن والدي كان يقوم بجزء من الإنفاق عليّ وعلى أولادي. وما آلمني وكان نقطة الانفصال بيننا عندما علمت بأنه تزوج بأخرى، دون أن أعرف، وطلبت الطلاق وتم لي هذا الأمر بعد معاناة.
ولما كانت مسؤولية ثلاثة أطفال بالنسبة لي مسألة شاقة، وكذلك طلاقي وأنا في سن الخامسة والثلاثين، فقد فكرت في الزواج مرة ثانية؛ حلاًّ لمشكلتي المعنوية والمادية أيضاً، ولم أجد الزوج المناسب إلاّ أن يكون متزوجاً بأخرى.
فوافقت مضطرة أن أكون زوجة ثانية بعد أن جربت معاناة الوحدة، وخصوصاً أن زوجي الثاني متيسر مادياً ووعدني برعاية بناتي. لكن ما يؤلمني أحياناً أن الزوجة الأولى لا تعلم عن هذا الزواج شيئاً، لكن يبدو أنها سيدة مسالمة، ولا تهتم بإثارة المشاكل، وهذا من فضل الله علينا.